مدخل الإستجابة: فقه الأسرة: رعاية الأطفال وحقوقهم

مدخل الإستجابة: فقه الأسرة: رعاية الأطفال وحقوقهم

أولا: قراءة النصوص وتحليلها:

* نصوص الإنطلاق:

1 - قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) الآية 6 من سورة التحريم

2- جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بطفل وجده منبوذا، فقال عمر:"ما حملك على أخذ هذه النسمة؟ قال: وجدتها ضائعة فأخذتها. فقال له عريفه: يا أمير المؤمنين إنه رجل صالح. فقال له عمر:أكذلك؟  قال: نعم. فقال عمر: اذهب فهو حر ولك ولاؤه، وعلينا نفقته"  الموطأ، الإمام مالك: باب القضاء في المنبوذ

* الشروح الأساسية:

- قوا أنفسكم : من وقى، يقي بمعنى حمى، ومعناه جنبوا أنفسكم واحموها.

- وقودها: حطبها

- لا يعصون : يمتثلون لأوامر الله.

منبوذا : متخلى عنه .وغير مرغوب فيه -

- النسمة:النفس وفي هذا السياق إشارة إلى الطفل

العريف: رجل يعرف الناس وأحوالهم -

- ولاؤه: مسؤوليته

* مضامين النصوص:

1- تأكيد الآية القرآنية على أهمية مسؤولية المسلم تجاه نفسه وتجاه الآخر.

2- تبيان النص الثاني مقومات رعاية المجتمع الإسلامي لحقوق الأطفال المتخلى عنهم.

ثانيا: الخلاصة:

المحور الأول: رعاية الطفل مسؤولية الأسرة والمجتمع:

1- مفهوم رعاية الأطفال

لغة: الرعاية لغة :الحفظ والصيانة والحماية .

اصطلاحا:هي عملية حفظ الأبناء وصيانتهم من كل ما يلحق بهم الأذى وتوجيههم إلى الخير وإبعادهم عن الشر بما يحقق نمو شخصية بشكل متوازن وفق منهج الإسلام

2- رعاية الطفل بين الأسرة والمجتمع:

- رعاية الطفل مسؤولية الأسرة أولا.

- رعاية الطفل من مسؤولية الوالدين.

- في حالة فقدان الوالدين يتولى المسؤولية أقرب الناس إلى الأطفال وألصقهم بهم وأكثرهم عطفا وحنوا عليهم.

- في حالة فقدان الأقارب يتوجب على المسلمين المتكافلين إيجاد أسرة بديلة تكفلهم وتهتم بهم دون تبنيهم أو إلحاق نسبهم بهم (مسؤولية المجتمع).

- وصية الإسلام للعناية باليتامى حتى لايحسوا بأي نقص أو تهميش أو فراغ عاطفي(مسؤولية المجتمع).

3- حقوق الطفل على الأسرة:

- من أهمها :

1- حق النسب: والذي حفظه الله بتحريمه للزنى وتشريعه للزواج. قال تعالى«وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا» الفرقان 54

2- حق النفقة بالمعروف: على الأب أولا، فإن لم يوجد فعلى الأقربين،وإلا فعلى المجتمع والدولة القيام بذلك.

3- حق الحضانة: على الأبوين معا، وفي حال الطلاق تسند للأم ثم الأب ثم أم الأم ثم للأقارب الأكثر أهلية، أما اليتيم فكفالته تجب على المسلمين

4- حق اللعب: باعتباره أول مدرسة يتعلم فيها الطفل التفكير والتعبير والاستمتاع بكل ما يسترعي حبه واهتمامه.

5- حق التربية والتعليم: قال رسول الله ﷺ «حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة وأن يحسن اسمه».

6- الحق في الدين: فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال:« ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».ولنا في كل ما سبق الأسوة الحسنة في رسول الله ﷺ

المحور الثاني: مميزات الحقوق العامة للطفل في الإسلام:

الحق في طفولة طبيعية (الحق في الأسرة)	الحقوق الاعتبارية	الحقوق المالية
والإسلام بفضل بنائه الاجتماعي المتماسك يندر أن تتفشى فيه ظواهر التشرد والجنوح والانحراف والإجرام إلا عندما يقع الإهمال ويبتعد المسلمون عن دينهم.	1- الحق في الحياة: منذ مراحله الأولى لذلك يعتبر الإسلام الإجهاض لغير ضرورة جريمة واعتداء على حق الطفل في الحياة. 2- الحق في الهوية الاجتماعية : والذي يشمل حقه في  الانتساب لأسرته وقرابته ومجتمعه. 3- الحق في المساواة: على المستويين الاجتماعي والقانوني كالكبار تماما. 4- الحق في الحصانة: من التعرض للعقاب في حال انتهاك قانون أو ارتكاب جريمة ويتحمل وليه عنه.لأن الإسلام يعتبر الطفل غير مسؤول عن ذلك لعدم إدراكه. 5- الحق في الصحة 6- الحق في التعلم	1- حق التملك: حتى قبل أن يتشكل في رحم أمه، لذلك تجوز الوصية له أو الوقف أو الهبة... 2- حق الانتفاع  بممتلكاته : وينفق عليه منها وجوبا. 3- حق حماية ممتلكاته : على من يقوم عليها ويعتبرها أمانة عنده يسلمها لمالكها عندما يكبر. 4- حق استثمار وتنمية  أمواله : بالطرق المشروعة، ويجوز للوالي الأكل منها بالمعروف عند الفقر، والاستعفاف أولى. 5- حق التصرف في ماله عند بلوغه ورشده: بعد اختباره من طرف واليه على المال فإن آنس منه رشدا سلم له ممتلكاته.

المحور الثالث: المودة والرحمة والحوار أسس رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم 

تنطوي العلاقة الناجحة مع الأطفال على مبادئ كامنة في احترام لشخصية الطفل حيث يبذل الأباء جهدا في التواصل مع أبنائهم بحكمة ومودة ولعل الحوار من أهم هذه الأسس ولو تأملنا حوار يعقوب عليه السلام لولده يوسف لتضح جليا راجحة عقل يعقوب وحكمته ومودته لأبنه وهو ينقله من تحذير من كيد الإخوة إلى بشارة امتلاك تفسير الرؤى ليشغل عقله بالمنن الربانية. وفي تعامل الرسول عليه السلام مع أبنائه وأحفاده ما يدل على أهمية المودة والرحمة والتواصل في رعاية الأطفال فعن أنس رضي الله عنه قال “أخذ النبي إبراهيم فقبله وشمه: وقال رسول الله ﷺ:"أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم"

ثالثا:القيم امستفادة من الدرس:

كيف نسهم في رعاية الطفل وحماية حقوقه؟  

- إحياء القيم السمحة التي تتأسس عليها الأسرة : كالمحبة والمودة بين الأبوين والتي تنتقل للأبناء فتتضاءل فرص إهمالهم وانحرافهم.

- تقديم المساعدة للطفل في وضعية صعبة :من باب المسؤولية الاجتماعية وسعيا لتحقيق الحماية لهم

- الإقبال على كفالة اليتيم: سواء بضمه إلى الأسرة أو تقديم الدعم لأسرته

إضافات:

مجالات رعاية الطفل:

من ذلك :

1- الحاجات الغذائية والجسدية: والتي يسعى الأب إلى تلبيتها وتوفير كل الضروريات في هذا المجال.

2- الحاجات النفسية والعاطفية: فيجب ملاعبتهم ومداعبتهم والرحمة بهم والتصريح بالحب لهم أسوة بسيد الخلق عليه الصلاة والسلام.

3- الحاجات التربوية والاجتماعية: من تدريب أبنائهم وتأديبهم وتعليمهم وتربيتهم على القيم الإسلامية حتى يكونوا صالحين لأنفسهم ومجتمعهم ومؤهلين لتحمل المسؤولية بنجاح.