مدخل التزكية: القرآن الكريم،دراسة قرآنية لسورة يوسف عليه السلام من الآية 89 إلى الآية111

مدخل التزكية: دراسة قرآنية لسورة يوسف عليه السلام (من الآية 89 إلى الآية111)

النص القرآني:

:"وقَالَ هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون(89) قالوآ أانك لأنت يوسف قال انا يوسف وهذآ أخي قد من الله علينآ إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين(90)قالوا تا الله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين(91) قال لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين(92)اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يات بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين(93)ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولآ أن تفندون(94)قالوا تا الله إنك لفي ضلالك القديم(95)فلما ان جآء البشير ألقاه على وجهه فارتد بضيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون(96)قالوا يآ أبانا استغفر لنا ذنوبنآ إنا كنا خاطئين(97)قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم(98)فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شآء الله آمنين(99)ورفع أبويه على العرش وخروا  له سجدا وقال يآ أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجآء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يَشَآءُ إنه هو العليم الحكيم(100)رب قد أتيتني من أنبآء الغيب وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين(101)ذلك من انبآء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوآ أمرهم وهم يمكرون(102)ومآ اكثر الناس ولو حرصت بمومنين(103)وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين(104)وكأين من آية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون(105)وما يومن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون(106)أفأمنوآ أن تاتيهم غاشية من عذاب الله أو تاتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون(107)قل هذه سبيلي أدعو  إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله ومآ أنا من المشركين(108) ومآ أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من اهل القرى أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الاخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون(109)حتى إذا استيأس الرسل وطنوآ  أنهم قد كذبوا جآءهم نصرنا فننجي من نشآء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين(110)لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون(111)"  

الشروح الأساسية:

شروحها	المفردات	شروحها	المفردات
أفسد بيننا	- نزغ الشيطان	اختارك وفضلك علينا	- آثرك الله علينا
مبدع ومخترع	– فاطر	لا تأنيب ولا لوم عليكم	- لا تثريب عليكم
عزموا على الكيد ليوسف عليه السلام	- أجمعوا أمرهم	يصير بصيرا من شدة السرور	– يأتي بصيرا
عقوبة تغشاهم.	– غاشية	فارقت القافلة عريش مصر.	– فصلت العير
فجأة	- بغتة	تكذبوني	– تفندون:
يئسوا من النصر لتطاول الزمن.	- استيأس الرسل	ذهابك عن الصواب	– ضلالك
توهموا وحدثتهم أنفسهم.	– ظنوا	ضمهما إليه وعانقهما.	– آوى إليه أبويه
عذابنا	– بأسنا	كان ذلك جائزا في شريعتهم.	- سجدا
عظة وتذكرة	– عبرة	البادية.	- البدو
يختلق	- يفترى

المضمون العام: يتناول الشطر السادس مجيء آل يعقوب عليه السلام إلى مصر جميعهم، والإلتقاء بين الإبن يوسف وأبيه يعقوب عليهما السلام، واجتماع شمل العائلة وبالتالي تحقق الرؤيا والنصر للحق ولو بعد طول أمد . المضامين الفرعية: -تأنيب يوسف لإخوته على فعلهم الشنيع معه ومع أبيهم. -معرفة الإخوة ليوسف عليه السلام ويقينهم بتكريم الله له ورفع شأنه. -إرسال يوسف عليه السلام قميصه لأبيه. -إحساس يعقوب عليه السلام بحياة يوسف بحدسه الذي سبق وصول البشير. -ارتداد بصر يعقوب عليه السلام بعد وضع قميص يوسف على وجهه. - مجيء أسرة يعقوب بأسرِهِم إلى مصر . - ودخولهم على يوسف وهو في عزّ السلطان . - وتحقيق الرؤيا بسجود إخوته الأحد عشر له مع أبيه وأمه واجتماع الشمل بعد الفرقة.

-  توجيه الأنظار إلى عجائب الكون الدالة على الوحدانية وما في قصص القرآن من عبر وعظات.

الدروس والعبر المستفادة من النص القرآني:

- "فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)":أن الله عز وجل يؤيد المظلوم ولو بعد حين ويجعله في منزله عالية إذا صبر وأتقى وهذا ما كان ليوسف عليه السلام.

-  "قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا":الإنسان مهما وصل لا يغتر بما وصل إليه من مرتبه أو مرحلة ويردها إلى  الله و لا يقول هذا المنصب بذكائي وصلت إليه وهذه المكانة بقدراتي الجبارة بل يعترف لله بالمنة.

-  "قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا":اعتراف نبي الله بالمنة دليل على نبل أخلاقه

-  "إِنَّهُ مَن  يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ":أن الله يعقب العواقب الحميدة لمن يتقى ويصبر -  "إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ":الاعتراف بالخطأ من شيم العقلاء الغير متكبرين - "قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون": قوة الحدس حقيقة بين الآباء والأبناء - "فلما أن جاءه البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا":أهمية العلاج النفسي في علاج المرض العضوي كأن يشم رائحة أحب الناس إليه - "فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه":قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا…فسبحان من جمع هذه الأسرة بعد هذه الفترة الطويلة

- "قد أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ" و " وَجَاء بِكُم مِّنَ البدو":الاعتراف لله بالنعم في جميع الأحوال التي يتقلب فيها الإنسان.

- " وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي":الحفاظ على مشاعر الآخرين وعدم جرحها وإيذاءها وهي من مكارم الأخلاق ومما يليق بالأنبياء.

- "قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا":تأويل الرؤيا ممكن أن يقع بعد سنين طويلة. - " رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ"، " وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ"، " تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ":المسلم إذا اكتملت له نعم الله فإنه يسأل الله الوفاة على الإسلام. - " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ":لن ينتفع بهذه الآيات إلا أولوا الألباب أي أصحاب العقول الزكيه الطاهرة وهكذا سائر القصص في القرآن.

- " حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ": نصر الله آت لا محالة.

القيم المستفادة من النص القرآني:

– قيمة المغفرة للمذنب (لا تثريب اليوم )
– قيمة الشكر والامتنان.(من الله علينا )
-قيمة الثقة في الله (يرتد بصيرا )
-قيمة الصبر الجميل عكس الصبر العادي “هذا تفسير رؤياي من قبل”.
-حسن الظن بالله (وجاء بكم من البدو )
-الإقبال على الآخرة (وتوفني مسلما …)
-قيمة الإحسان .