التربية الاسلامية للثانوي التأهيلي

الجذع المشترك أولى باك الثانية باك من كتاب: "في رحاب التربية الاسلامية" حسب المقرر الجديد

الأحد، 12 مارس 2017

مدخل الحكمة: الكفاءة والإستحقاق أساس التكليف

مدخل الحكمة: الكفاءة والإستحقاق أساس التكليف

النص1:
عن أبي ذر الغفاري قال: قلت يارسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا تستعملني؟ قال: فضرب على منكبي، ثم قال:"يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها"صحيح مسلم،كتاب الإمارة،باب كراهة الإمارة بغير ضرورة .

 النص2:

قال سبحانهقال اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم»سورة يوسف/55
الشروح الأساسية:
-تستعملني: تجعلني أميرا وواليا على إحدى الأمصار
- منكبي: المنكب:مجتمع رأس العضد والكتف
- ضعيف: عاجز عن القيام بوظائف الولاية
- خزي: ذل

مضامين النصوص:
1-طلب أبي ذر من الرسول صلى الله عليه وسلم الإمارة والولاية.
2- رفض الرسول صلى الله عليه وسلم طلبه بسبب عدم الكفاءة أمام أمانة صعبة ومحاسب عليها
  3-طلب يوسف عليه السلام أن يكون مسؤولا على خزائن مصر بسبب جدارته واستحقاقه لها لأنه حفيظ عايم.
خلاصة:
المحور ألأول مفهوم الكفاءة ومظاهرها وعلاقتها بالتكليف:

1 – ما هو مفهوم الكفاءة في اللغة والاصطلاح:
الكفاءة لغة:المماثلة في القوة والشرف،والكفاءة في الزواج:أن يكون الرجل مساويا للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وغير ذلك. يكون سببا لاستحقاقها ودوام العشرة بينهما،وهي مأخوذة من الكفؤ:أي الند المماثل والمساوي لند مثله.والكفاءة اصطلاحا:هي مجموع الصفات الدالة على مماثلة قدرة من كلف بمهمة أو مسؤولية لمستوى المهمة التي كلف بها في مجال من مجالات الحياة المختلفة(الشخصية أو الاجتماعية أوالمهنية..)وهي ذات أصل لاتيني
compétence

 وبصفة عامة:الأهلية للقيام بعمل وحسن التصرف فيه

2- ما أسس الكفاءة وما مظاهرها في الإسلام؟ كثيرة أهمها:
أ- أسس الكفاءة:
-      العلم والخبرة:وهو أساس التكليف الرباني للإنسان،ومعيار التكليف بالمهام والمسؤوليات
-      حسن الخلق والاستقامة:هو مفتاح النجاح في المهام والمسؤوليات إذ هي من الصفات المحببة عند الناس بالفطرة.
-      الأمانة والقوة:لا يحوز في منهج الإسلام أن يتولى الوظائف وخاصة العامة في الدولة إلا القوي الأمين ومرد القوة إلى القدرة على أداء ما يتولاه من عمل،كما في قصة موسى عليه السلام مع ابنتي شعيب.
ب- مظاهيرها:
* علامات في طريق اكتساب الكفاءة:وهي حسب المسؤوليات المنوطة حيث تتسع المواصفات إلى الكفاءة الخلقية (التقوى والعدالة..)والخلقية (القوة البدنية والصحة النفسية)والكفاءة العلمية(التزود بالعلم) ليكون جديرا بتحملها،وقد قال سبحانه:"واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيئا" سورة مريم40-41
 المحور الثاني:الجدارة واستحقاق التكليف بين حكمة القرآن وهوى الإنسان:

1-مفهوم الاستحقاق:

لغة:هو مشتق من الحق، وهو من مصدر استحق والاستحقاق: طلب الحق . واصطلاحا: يقصد به الأولى والأحق والأجدر بالشيء والمستحق للأمر من توفرت فيه شروط الدين والأمانة والعلم والصدق، والقوة والشجاعة.

2- الاستحقاق بين التقدير الرباني والهوى الإنساني:
 من طبيعة النفوس المتعطشة لشهوة السلطة وعطش الشهرة أن ترغب في تقلد المهام وخاصة المسؤوليات العظام، والتمكين لذلك ليس بحسب أهواء الناس بل بما تقتضيه الإرادة العلية للعليم الخبير.
3- استحقاق النبوءة بين الاصطفاء الرباني والهوى الإنساني:
قال تعالى:"وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" سورة الزخرف/30،فمن خلال هذا النص القرآن يتبين لنا عادة أعداء الله تعالى وأعداء رسله في التطاول على مقام اختيار الله تعالى في اختيار الرسل والأنبياء، باستنادهم إلى معيار الطغيان، غير ان الله تعالى جعل استحقاق التكليف بالرسالة لأهل العصمة المتصفين بالصدق والأمانة والتبليغ وعدم المعصية وحسن الخلق وغيره.
4- استحقاق الملك بين التقدير الرباني والهوى الإنساني:
إرادة الله تعالى نافذة في إيتاء الملك من يشاء، ونزعه ممن يشاء، وفق معيار الكفاءة والعلم و القوة،
غير أن أتباع الهوى ممن يتطاولون على معايير الاستحقاق المؤهلة للتكليف بالمسؤوليات معتمدين بذلك معايير الثراء المالي كما وقع في قصة الملك طالوت (الآية 245 من سورة البقرة).
لذا وجب على كل مسلم أن يتورع عن شهوة الرياسة فإنها تعطى ولا تطلب، وتؤتى بتسديد العلم وكفاءة الخبرة وقوة الحكمة لا تسلب.
التشبع بالقيم: كيف أكتسب مؤهلات الكفاءة ومؤهلات الاستحقاق:
- أطلب العلم الشرعي لأتعرف حقوق الله تعالى وحكمته في تقدير الأمور، وأفوض الأمر إليه سبحانه
- أحسن خلقي، وأتحلى بقيم الصدق والأمانة
- أتجنب أساليب المعترضين على الله تعالى في تفضيل العياد، واجتهد وأرضى بما قيم الله
- أعتقد أن ما كتبه الله تعالى علي لم يكن ليخطأني، وما كان ليخطاني لم يكن ليصيبني، وأسأل الله تعالى اللطف 
إضافات:
 مفهوم التكليف :
التكليف لغة : طلب ما فيه كلفة أي مَشقة ، واصطلاحا : هو إلزام المكلَف بما اقتضى الشرع فعله أو تركه أو استواء فعله أو تركه ، وفق شروط التكليف وهي : 1 – علم المكلف بما كلف به 2 – القدرة على وعي الخطاب : ويشمل ؛ العقلالتمييز – البلوغ – الاستطاعة – الاختيار .
مفهوم التعيين :
هو العمل الذي يتم بموجبه انتقاء أفضل المتقدمين للتوظيف على أساس مواصفات معينة لغاية : 
– تمكين الفرد من أداء وظيفته بكفاءة 
– تحقيق الأهداف من خلال ارتفاع إنتاجية الأفراد بصفة عامة
 علاقة الكفاءة بالاستحقاق :
يمكن القول أن الكفاءة ، هي أساس التكليف والاستحقاق ، فمصدر تطور الأمم ورقيها نابع من قوة الكفاءات التي تعتمد على مهارات علمية ومهنية ، مما يجعلها تستحق تولي مختلف الوظائف والمناصب ، فالأحق والأجدر هو ما ينبغي أن يُعين


هناك تعليق واحد: