مدخل الاقتداء:الرسول صلى الله عليه وسلم مفاوضا ومستشيرا

مدخل الاقتداء:الرسول صلى الله عليه وسلم مفاوضا ومستشيرا 

الأولى باكالوريا جميع الشعب

النصوص:

النص الأول:قال تعالى: "إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا" سورة الفتح، الآيات1-3

النص الثاني:قال تعالى:"ولما جهزهم بجهازهم قال إيتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين" سورة يوسف الآية59

الشروح الأساسية:

- فتحا مبينا: هو صلح الحديبية عام6هـ - جهزهم بحهازهم: قضى لهم حاجتهم

- خير المنزلين: خير المضيفين وكان قد أحسن ضيافتهم

مضلمين النصوص:

1- هداية الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم بالتفاوض الحكيم في صلح الحديبية أحد أسباب تحقق فتح مكة.

2- إقناع يوسف عليه السلام بإحضار أخيهم الصغير بفضل حسن تفاوضه.

خلاصة:

المحور الأول: منهج تفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم في فض النزاعات:

-  مفهوم التفاوض: لغة: من فوض: بمعنى رد الأمر وأوكله، وفاوضه مفاوضة : بادله الرأي فيه بغية الوصول إلى تسوية واتفاق.واصطلاحا: هو أسلوب من أساليب حل النزاعات وتسوية الصراعات بين طرفين مختلفين حول قضايا معقدة تتداخل في ها المصالح المادية بالسيادة والنفوذ مع قضايا الهوية والكرامة والعقيدة والقناعات. 2-منهج تفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم في فض االنزاعات: أ‌-       الرسول صلى الله عليه وسلم المفاوض الألمعي: صلح الحديبية نموذجا: ما يفهم من خلال قبوله عليه الصلاة والسلام بشروط سهيل بن عمرو المستنفرة في صلح الحديبية قدرته على التخطيط بحكمة وهدوء، وعلى استيعاب السياقات المعقدة للحدث على مستوى السياق التاريخي العام والموقع الجغرافي ، وطبيعة تحركه.. وهذه اهم صفات المفاوض اللامع والناجح. ب‌-   مميزات أسلوب تفاوض رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال صلح الحديبية: تميز أسلوب تفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم بمميزات منها: -          تقوية موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مفاوضا: وذلك ببيعة الرضوان. -          إرباك الخصوم باستمالة بعض سادة قريش لصفه. -          فرض الاحترام لقواعد التفاوض: وذلك باشتراط اطلاق سراح عثمان بن عفان رضي الله عنه.

              -     كفاءة الانسحاب التفاوضي: بقبوله صلى الله عليه وسلم ظروط عدم كتابة البسملة، ومحو صفة رسول الله.

 المحور الثاني:الشورى منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الاختيار واتخاذ القرر:

1-مفهوم التشاور:

لغة: من أشار إليه، أي اومأ إليه بالرأي. واصطلاحا: إشراك أهل الرأي السديد والعلم المجيد في اتخاذ القرار الرشيد

2-    الشورى مبدأ أصيل في الإسلام: بالرغم من أن الطاعة واجبة منا نحو الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمر الإلهي غير أن الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من المواقف كان يعتمد مبدأ الشورى امتثالا لقوله تعالى:"فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين" سورة آل عمران/159، ولقد أثنى اله تعالى على من يعمل بالشورى فقال عز وجل:"والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم" سورة الشورى/35. 3-    الرسول مستشيرا:من أهم مشاوراته عليه الصلاة والسلام: -          مشاورة الرسول لأصحابه في غزوة بدر، وإقباله عليها لما أبانوه من استعداد. -          مشاورته صلى الله عليه وسلم أم سلمة في الحديبية لما تأخر الصحابة عن التحلل الذي أمرهم به رسول الله فنصحته بترك كلامهم وفعل برأيها. -          مشاورته صلى الله عليه وسلم أصحابه في خطة الدفاع لحوض غزوة أحد وغزوة الخندق

وخلاصة القول لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاوضا ومستشيرا ذا مقدرة عالية على التفاوض والاستشارة، يفاوض بخبرة وحكمة، هدفه في ذلك تنفيذ أمر ربه سبحانه، فرسم للمسلمين وللأمة منهاج التفاوض وطرقه وأساليبه.


                                                                              الأستاذة: سهام.ح